الجمعة، 14 سبتمبر 2007

صلاة التراويح تحت مجهر النقد

اثار السلف في بدعية أداء صلاة التراويح جماعة :

قال ابن أبي شيبة في المصنف 2/166
من كان لا يقوم مع الناس في رمضان
7714 حدثنا أبو بكر قال ثنا ابن نمير قال ثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر: أنه كان لا يقوم مع الناس في شهر رمضان . قال: وكان سالم والقاسم لا يقومون مع الناس .

7715 حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن مجاهد قال: سأل رجل ابن عمر أقوم خلف الإمام في شهر رمضان ؟ فقال تنصت كأنك حمار .

7716 حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي حمزة عن إبراهيم قال: لو لم يكن معي إلا سورة أو سورتان لأن أرددهما أحب إلي من أن أقوم خلف الإمام في شهر رمضان.

7717 حدثنا عيسى بن يونس عن الأعمش قال: كان إبراهيم يؤمهم في المكتوبة ولا يؤمهم في صلاة رمضان وعلقمة والأسود .

7718 حدثنا أبو خالد الأحمر عن الأعمش قال كان إبراهيم وعلقمة لا يقومون مع الناس في رمضان .

7719 حدثنا قطن بن عبد الله أبو مري عن نصر المعلم قال حدثني عمر بن عثمان قال سألت الحسن فقلت يا ابا سعيد: يجيء رمضان أو يحضر رمضان فيقوم الناس في المساجد فما ترى أقوم مع الناس أو أصلي أنا لنفسي ؟ قال: تكون أنت تفوه القرآن أحب إلي من أن يفاه عليك به.

حدثنا بن مرزوق وعلي بن عبد الرحمن قالا ثنا عفان قال ثنا وهيب قال ثنا موسى بن عقبة قال سمعت أبا النضر يحدث عن بشر بن سعيد عن زيد بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجر حجرة في المسجد من حصير فصلى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليالي حتى اجتمع إليه ناس ثم فقدوا صوته فظنوا أنه قد نام فجعل بعضهم يتنحنح ليخرج إليهم فقال: ما زال بكم الذي رأيت من صنيعكم منذ الليلة حتى خشيت أن يكتب عليكم قيام الليل، ولو كتب عليكم ما قمتم به فصلوا أيها الناس في بيوتكم فإن أفضل صلاة المرء في بيته الا المكتوبة ".

حدثنا بن أبى داود قال ثنا الوحاظي قال ثنا سليمان بن بلال قال حدثني بردان إبراهيم بن أبى فلان وهو بن أبى النضر عن أبيه عن بشر بن سعيد عن زيد بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" صلاة المرء في بيته أفضل من صلاته في مسجدي هذا الا المكتوبة".

حدثنا ربيع الجيزي قال ثنا أسد وأبو الأسود قالا أنا بن لهيعة عن أبي النضر عن بشر بن سعيد عن زيد بن ثابت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إن أفضل صلاة المرء صلاته في بيته إلا المكتوبة ".

حدثنا فهد قال ثنا أبو نعيم قال ثنا سفيان عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان لا يصلى خلف الإمام في رمضان .

حدثنا أبو بكرة قال ثنا مؤمل قال ثنا سفيان عن منصور عن مجاهد قال: قال: رجل لابن عمر رضي الله عنهما أصلى خلف الإمام في رمضان فقال أتقرأ القرآن قال نعم قال صل في بيتك.

حدثنا فهد قال ثنا أبو نعيم قال ثنا سفيان عن أبى حمزة ومغيرة عن إبراهيم قال لو لم يكن معي الا سورتين لرددتهما أحب إلى من أن أقوم خلف الإمام في رمضان .

حدثنا روح بن الفرج قال ثنا يوسف بن عدي قال ثنا أبو الأحوص عن مغيرة عن إبراهيم قال: كان المتهجدون يصلون في ناحية المسجد والإمام يصلى بالناس في رمضان .

حدثنا أبو بكرة قال ثنا روح بن عبادة قال ثنا شعبة عن المغيرة عن إبراهيم قال: كانوا يصلون في رمضان فيؤمهم الرجل ، وبعض القوم يصلى في المسجد وحده ، قال شعبة سألت إسحاق بن سويد عن هذا ؟ فقال: كان الإمام هاهنا يؤمنا ، وكان لنا صف يقال له صف القراء فنصلى وحدانا والإمام يصلى بالناس
.
حدثنا أبو بكرة قال ثنا مؤمل قال ثنا سفيان عن أبى حمزة عن إبراهيم قال: لو لم يكن معي الا سورة واحدة لكنت أن أرددها أحب إلى من أن أقوم خلف الإمام في رمضان .

حدثنا يونس وفهد قالا ثنا عبد الله بن يوسف قال ثنا ابن لهيعة عن أبى الأسود عن عروة: أنه كان يصلى مع الناس في رمضان ثم ينصرف إلى منزله فلا يقوم مع الناس
.
حدثنا أبو بكرة قال ثنا أبو داود قال ثنا أبو عوانة قال لا أعلمه إلا عن أبى بشر أن سعيد بن جبير: كان يصلى في رمضان في المسجد وحده والإمام يصلي بهم فيه.
وراجع مختصر قيام الليل لمحمد بن نصر ص 230 ففيه نقول مفيدة .

اثر عبدالله بن عمر رضي الله عنهما :
قال ابن أبي شيبة ثنا وكيع عن سفيان النوري عن منصور عن مجاهد قال : جاء رجل إلى ابن عمر رضي الله عنهما قال : أصلي خلف الإمام في رمضان ؟
قال : افتنصت كأنك حمار ! صل في بيتك . (أخرجه ابن أبي شيبة 2/ 393 - وطبعة أخرى 2/ 288)
وفي لفظ " أتنصب كأنك حمار " وهو ما أخرجه الطحاوي في معاني الآثار. (معني الآثار 1/ 351 - ولعل صحفت كلمة " أتنصب " فصارت " أتنصت)
وسنده ، وقال الطحاوي ثنا أبو بكرة قال ثنا مؤمل قال ثنا سفيان عن منصور عن مجاهد به .

اثر أبي بن كعب رضي الله عنه :
قال ضياء الدين أبي عبد الله محمد بن الواحد بن عبد الرحمن اخبرنا أبو عبد الله محمود بن أحمد بن عبد الرحمن الثقفي بأصبهان أن سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي اخبرهم قراءة عليه أنا عبد الواحد بن أحمد البقال ، وأنا عبيد الله بن يعقوب بن إسحاق ، أنا جدي إسحاق بن ابراهيم بن محمد بن جميل ، أنا أحمد بن منيع أ وأنا الحسن بن موسى ، أبو جعفر الرازي ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ، عن أبي بن كعب . أن عمر أبيا أن يصلي بالناس في رمضان ، فقال : إذا الناس يصومون النهار ولا يحسنون أن يقرؤا قرأت القرآن عليهم بالليل .
فقال : يا أمير المؤمنين هذا شيء لم يكن ! فقال : قد علمت ، ولكنه أحسن فصلى بهم عشرين ركعة . (أخرجه ضياء الدين المقدسي في المختارة 3/ 367 رقم 1161 . كنز العمال 8/409/3471)
قال محقق الأحاديث المختارة ، عبد الملك بن عبد الله بن دهيش : إسناده حسن .

اثر ابي امامه الباهلي رضي الله عنه :
قال الطبري ثنا يعقوب بن ابراهيم ثنا هشيم أنبأنا زكريا بن أبي مريم الخزاعي قال : " سمعت أبا إمامة الباهلي يقول : أن الله كتب عليكم صيام رمضان ولم يكتب عليكم قيامه ، وإنما القيام شيء ابتدعتموه ، وإن قوما ابتدعوا بدعة لم يكتبها الله عليهم ابتغوا بها رضوان الله فلم يرعوها حق رعايتها ، فعابهم الله بتركها فقال : " ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله ، فلم يرعوها حق رعايتها " )تفسير الطبري ج 27 / 139 ط . دار الجيل (

قال الإمام الصنعاني في سبل السلام قال :
واعلم أن من أثبت صلاة التراويح وجعلها سنة في قيام رمضان استدل بهذا الحديث على ذلك، وليس فيه دليل على كيفية ما يفعلونه ولا كميته، فإنهم يصلونها جماعة عشرين يتروحون بين كل ركعتين، فأما الجماعة فإن عمر أول من جمعهم على إمام معين وقال: "إنها بدعة" .
واعلم أنه يتعين حمل قوله بدعة على جمعه لهم على معين وإلزامهم بذلك لا أنه أراد أن الجماعة بدعة فإنه صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم قد جمع بهم كما عرفت. إذا عرفت هذا عرفت أن عمر هو الذي جعلها جماعة على معين وسماها بدعة. وأما قوله: "نعم البدعة"، فليس في البدعة ما يمدح بل كل بدعة ضلالة .
فعرفت من هذا كله أن صلاة التراويح على هذا الأسلوب الذي اتفق عليه الأكثر بدعة نعم قيام رمضان سنة بلا خلاف، والجماعة في نافلته لا تنكر، وقد ائتم ابن عباس رضي الله عنه وغيره به صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم في صلاة الليل، لكن جعل هذه الكيفية والكمية سنة، والمحافظة عليها هو الذي نقول: إنه بدعة . سبل السلام كتاب الصلاة

للتوضيح

لم يجمع أبو بكر الصديق الناس لصلاة الجماعة في التراويح.
لم تفعل إلا في أواخر خلافة عمر t كما حقق المعلمي رحمه الله ذلك في (قيام رمضان) وقيل غير ذلك.
وهذه السنين كلها كان الصحابة يصلونها أفراداً في المسجد ، وإنَّـما جـمعهم عـمـر لما كثر اللغط والاختلاف في المسجد لكثرة القراء والأئمة.

فعن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عبدالرحمن بن عبدٍ القاري أنه قال : خرجت مع عمر بن الخطاب t ليلة في رمضان إلى المسجد فإذا الناس أوازعٌ متفرقون ، يصلي الرجل لنفسه، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط ، فقال عمر : إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل ، ثم عزم فجمعهم على أُبي بن كعب.

ثم خرجت معه ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم قال عمر : نعم البدعة هذه ، والتي ينامون عنها خيرٌ من التي يقومون –يريد آخر الليل- وكان الناس يقومون أوله.
هذا لفظ البخاري( ) ورواه عبدالرزاق( ) وابن خزيمة( ) وغيرهم كثير فهنا بيان لسبب الجمع وهو أن الناس كانوا أوزاعاً ، فمنهم من يُصلي جماعةً ومنهم من يصلي مفرداً وكل جماعة منفردة عن الأخرى.
وفيها أنه لم يصلِّ معهم بل خرج ورئاهم وقال والتي ينامون عنها هي الأفضل.

ويشهد لكون عمر لم يكن يقوم مع لاناس ما رواه ابن عيينة عن إبراهيم بن ميسرة عن طاووس قال : سمعت ابن عباس يقول : دعاني عمر أتسحَّر عنده واتغدى في شهر رمضان ، فسمع عمر هيعة الناس حين خرجوا من المسجد. فقال : ما هذا ؟ قلت : الناس حين خرجوا من المسجد ، قال : ما بقي من الليل أحبُّ إليَّ مما ذهب( ). رواه عبدالرزاق وابن أبي شيبة ومحمد بن نصر.
فدل هذا أيضاً على كون عمر t لم يقم مع الناس ولا ابن عباس أيضاً.
فقد روى ابن أبي شيبة عن ابن علية عن أيوب عن أبي يزيد المديني قال : قال ابن عباس في قيام رمضان ما يتركون منه أفضل مما يقومون فيه( ).

ونقل ابن نصر المروزي ص (90) عن الليث بن سعد قال : ما بلغنا أن عمر وعثمان كانا يقومان في رمضان مع الناس في المسجد. وأما أبيّ بن كعب t وهو الذي رتبه عمر بن الخطاب t للصلاة بالناس فإنه إذا كانت العشر الأواخر من رمضان تخلف وصلى في بيته فكانوا يقولون أبَقَ أُبي. رواه عبدالرزاق وأبو داود فرواه عبدالرزاق عن ابن سيرين ورواه أبو داود عن الحسن البصري( ).

وأما عبدالله بن عمر فقد روى عنه عبدالرزاق الصنعاني في المصنف عن الثوري عن منصور عن مجاهد بن جبر قال : جاء رجل إلى ابن عمر قال : أصلي خلف الإمام في رمضان ؟ قال ابن عمر : اتقرأ القرآن ؟ قال : نعم أفتنصت كأنك حمار ، صلِّ في بيتك( ).

وروى البيهقي أن ابن عمر كان يقوم في بيته في شهر رمضان ، فإذا انصرف الناس من المسجد أخذ إداوة من ماء ثم يخرج إلى مسجد رسول الله ثم لا يخرج منه حتى يصلي فيه الصبح( ).
هذا بعض ما نُقل عن الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم.
وأما ما نقل عن التابعين الكبار فهو كثير وقد ذكر بعضها ابن أبي شيبة في مصنفه والمروزي في قيام الليل وأبو جعفر الطحاوي في معاني الآثار وابن عبدالبر وغيرهم.
وما سيذكر هو من كتبهم وسيبين ما كان من غيرهم.
1- قال عمر بن عثمان : سألت الحسن فقلت : يا أبا سعيد يجيء رمضان أو يحضر رمضان فيقوم الناس في المساجد فما ترى أقوم مع الناس أو أصلي أنا لنفسي ؟ قال : تكون أنت تَفُوهُ القرآن أحبُّ إليَّ من أن يُفَاهَ عليك به.

2- قال مجاهد بن جبر : إذا كان مع الرجل عشر سور فليرددها ولا يقوم في رمضان خلف الإمام.

3- قال إبراهيم النخعي : لو لم تكن معي إلا سورتان لردَّدتهما أحب إليَّ.
وقال أيضاً : كانوا لا يرون بأساً أن يصلي الرجل وحده في مؤخرة المسجد في رمضان والإمام يصلي. وفي لفظ : كان المتهجدون يصلون في جانب المسجد والإمام يصلي...
قال سليمان بن مهران الأعمش : كان إبراهيم النخعي يؤمهم في المكتوبة ولا يؤمهم في صلاة رمضان. وكذلك علقمة والأسود.

4- ذكر الإمام محمد بن نصر عن عمر بن عبدالعزيز قال : كانت تقوم العامة بحضرته في رمضان بخمس عشرة تسليمة وهو في قبته لا ندري ما يصنع.

5- وعند ابن سعد في الطبقات (7/2/76) أن عبدالله بن عون كان في شهر رمضان لا يزيد على المكتوبة في الجماعة ثم يخلو في بيته.

6- وعن أيوب السختياني قال : رأيت عبدالله بن أبي مليكة يصلي بالناس في رمضان خلف المقام بمن صلى خلفه والناس بعد في سائر المسجد من بين طائفٍ ومصلٍ.
والشاهد قوله ومُصلٍّ.
7- وكان يحيى بن سعيد الأنصاري والقاسم بن محمد ونافع مولى ابن عمر ينصرفون ولا يقومون مع الناس.
وكذلك سالم بن عمر وربيعة بن فروخ شيخ مالك.
وكان ابن هرمز وهو من القراء ينصرف فيقوم بأهله في بيته.

8- قال ابن عبدالبر في التمهيد : قال مالك والشافعي صلاة المنفرد في بيته في رمضان أفضل، قال مالك : وكان ربيعة وغير واحدٍ من علمائنا ينصرفون ولا يقومون مع الناس.
قال مالك : وأنا أفعل ذلك ، وما قام رسول الله e إلا في بتيه. واحتج الشافعي بحديث زيد بن ثابت –السابق ذكره- قال الشافعي : ولاسيما مع رسول الله e في مسجده وعلى ما كان في ذلك كله من الفضل.
وروينا عن ابن عمر وسالم والقاسم وإبراهيم ونافع أنهم كانوا ينصرفون ولا يقومون مع الناس.أهـ( ).
9- قال ابن القاسم : وسألت مالكاً عن قيام الرجل في رمضان أمع الناس أحب إليك أم في بيته ؟ فقال : إن كان يقوى في بيته فهو أحب إليَّ وليس كل الناس يقوى على ذلك( ).
10- قال الشافعي في الأم : فأما قيام شهر رمضان فصلاة المنفرد أحبُّ إلي منه( ).
ـــــــــــ

الخلاصة

أولا : الرسول صلى الله عليه وسلم صلى ثلاثة أيام من العشر الأواخر في الليالي الوتر وكان يتحرى ليلة القدر ولم يقم رمضان كله والعبادات الأصل فيها التوقف فكيف تصلي كل رمضان ؟

ثانيا : أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لم يقل إنها سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وقال " إني أرى لو جمعت الناس على إمام واحد لكان أمثل " وهذا دليل على إن هذا اجتهاد ورأي من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثم قال " نعمت البدعة " وهذا تصريح منه رضي الله عنه إنها بدعة حسنه وهو أول من قسم البدعة إلى قسمين حسنه ومذمومة .

ثالثا : لم يثبت أن كبار الصحابة رضي الله عنهم صلوا هذه الصلاة منهم :
عمر بن الخطاب نفسه ولا عثمان ولا علي ولا ابن عباس ولا ابن عمر وأنكرها أبي بن كعب وأبو امامة وابن عمر رضي الله عنهم .

عن نافع : كان ابن عمر رضي الله عنه يصلي العشاء في المسجد في رمضان ثم ينصرف نحن القيام فإذا انصرفنا أتيته فأيقظته فقضى وضوءه وتسحيره ثم يدخل المسجد فكان فيه حتى يصبح " رواه الطحاوي في معاني الآثار ( 1/352 ) وابن أبي شيبه 2/ 397 و مختصر كتاب قيام رمضان ص 71 ولو كان الأمر استحبابا لما قال له ابن عمر رضي الله عنه " كأنك حمار " لأن السلف لا يستعملون هذه اللفظة إلا في شيء مذموم كقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " أما يخشى أحدكم، أو ألا يخشى أحدكم، إذا رفع رأسه قبل الإمام، أن يجعل الله رأسه رأس حمار، أو يجعل صورته صورة حمار. " رواه البخاري


1- صلاة التراويح التي أمر بها عمر رضي الله عنه, لم توافق سنة النبي صلى الله عليه وسلم كماً وكيفاً .. حيث أن النبي صلى الله عليه وسلم صلاها ثلاثة أيام من الأوتار ... ولعلة, وهي ليلة القدر.
أما طريقة عمر رضي الله عنه فهي طوال شهر رمضان .. وهذا ما يخالف فعل النبي صلى الله عليه وسلم.

2- هذه السنة لم يجمع عليها الصحابة, فهناك ثلاثة من الصحابة أنكروا هذه الصلاة .. بينما لا يوجد أحد من الصحابة قال أنها سنة, ولا عمر نفسه.. حيث أنه قال : إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد.. أو كما قال رضي الله عنه. ففيه بيان أن هذه الصلاة كانت اجتهاد منه ولم يقل سنة النبي صلى الله عليه وسلم.

3- فإذا علمت أنه لا تشابه بين السنتين, وأردت أن تثبت سنيتها بحديث النبي صلى الله عليه وسلم:" عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين" فهذا ليس موضع استدلال, لأن السنة التي تخص الخلفاء هي في غير العبادات المحضة.. وهذا الحديث يدخل في باب: الإمامة العظمى.. ولعله يدخل في العبادات تبعاً وليس أصلاً.

4- وهذا الاجتهاد لا يعني أن يكون عمر رضي الله عنه وأرضاه مبتدعاً كما يتوهم البعض. بل هو اجتهاد كما حصل في الطلاق ومتعة الحج.

والله أعلم.

========================

أخيراً ..
الرد على من يحتج بنصوص اتباع سنة عمر لتصحيح بدعية التراويح

علينا نوضح قضية قد يستدل بحديث عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين ويبقى ان يكون السؤال هل تقصد انت ما تقول ؟

هل امر عمر بن الخطاب في النهي عن التمتع بالحج من سنة عمر ام هي من سنة النبي وهل علينا مخالفة النبي واتباع سنة عمر ؟

وكذا فعل عثمان في اتمام صلاة المسافر هل علينا اتباع سنة عثمان وترك سنة النبي ؟

فهذا قول مردود كما قال الشيخ الألباني في مسألة متعة الحج :
- الراشدين المزعومة؟! بله ضربنا عرض الحائط بقوله صلى الله عليه وسلم:"فاللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه... ولعلا الشيخ من أولئك الذين يظنون أن معنى قوله عليه السلام:"وسنة الخلفاء الراشدين" أي أحدهم, ثم لا يبالون بعد ذلك أكان له مخالف منهم أم لا, فليعلم هؤلاء الظانون أن هذا التفسير خطأ محض, وأن الصواب فيه: أي مجموعهم, يعني ما اتفق عليه الخلفاء الراشدين, وأما إذا اختلفوا فمحال أن يأمر النبي صلى الله عليه وسلم باتباع كل منهم على ما بينهم من اختلاف, وإنما المرجع حينذاك قول الله تبارك وتعالى:"فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم والآخر ذلك خير وأحسن تأويلا" على أن لبعض العلماء رأياً آخر في تفسير الحديث هذا, فقد جاء في إيقاظ الهمم ص 32:"وقال يحيى بن آدم: لا تحتاج مع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قول أحد, وإنما يقال: سنة النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهم, ليعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم مات وهو عليها. أقول: وعلى هذا ينبغي أن يحمل حديث:"عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي" فلا يرى فيه إشكال في العطف فليس للخلفاء سنة تتبع إلا ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم.أهـ ( مقالات الألباني جمعها نور الدين طالب 146-147-148. ومجلة التمدن الإسلامي 23/761-770 ).

وقال أيضاً:"وبهذه المناسبة أقول: من المشهور الاستدلال في رد دلالة حديث جابر هذا وما في معناه على أفضلية التمتع, بل وجوبه ثبت عن عمر وعثمان من النهي عن متعة الحج, بل ثبت عن عمر أنه كان يضرب على ذلك, وروي مثله عن عثمان.( انظر المحلى 7/107)
حتى صار ذلك فتنة لكثير من الناس وصاداً لهم عن الأخذ بحديث جابر المذكور وغيره, ويدعمون ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين: وقوله:"اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر", ونحن نجيب عن هذا الاستدلال غيرة على السنة المحمدية من وجوه: الأول: أن هذين الحديثين لا يراد بهما قطعاً اتباع أحد الخلفاء الراشدين في حالة كونه مخالفاً لسنته صلى الله عليه وسلم باجتهاده, لا قصداً لمخالفتها, حاشاه من ذلك, ومن أمثلة هذا ما صح عن رضي الله عنه أنه كان ينهى من لا يجد الماء أن يتيمم ويصلي!!( أخرجه الشيخان).
وإتمام عثمان الصلاة في منى مع أن السنة الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم قصرها كما هو ثابت مشهور, فلا يشك عاقل, أنهما لا يتبعان في مثل هذه الأمثلة المخالفة للسنة, فينبغي أن يكون الأمر هكذا في نهيهما عن المتعة للقطع بثبوت أمره صلى الله عليه وسلم وبها. لا يقال: لعل عندهما علماً بان النهي عنها ولذلك نهي عنها, لأننا نقول: قد ثبت من طرق أن نهيهما إنما كان عن رأي واجتهاد حادث, فقد روى مسلم (4/46) وأحمد (1/50) عن أبي موسى أنه كان يفتي بالمتعة, فقال له رجل:"رويدك ببعض فتياك, فإنك لا تدري ما أحدث أمير المؤمنين في النسك بعدك, حتى لقيه بعد, فسأله فقال عمر: قد علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد فعله وأصحابه ولكن, كرهت أن يضلوا معرسين بهن في الأراك, ثم يروحون في الحج تقطر رؤوسهم"( رواه البيهقي 5/20).
وهذا التعليل من عمر رضي الله عنه إشارة منه إلى أن المتعة التي نهى عنها التي فيها التحلل بالعمرة إلى الحج كما هو ظاهر, ولكن قد صح عنه تعليل آخر يشمل فيه متعة القران أيضاً فقال جابر رضي الله عنه: تمتعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قام عمر قال:"إن الله كان يحل لرسوله ما شاء بما شاء, وأن القرآن قد نزل منازله, فأتموا الحج والعمرة لله كما أمركم الله, فافصلوا حجكم من عمرتكم ؛ فإنه أتم لحجتكم, وأتم لعمرتكم" أخرجه مسلم والبيهقي (5/21)
فثبت مما ذكرنا أن عمر رضي الله عنه تأول آية من القرآن بما خالف به سنته صلى الله عليه وسلم فأمر بالإفراد, وهو صلى الله عليه وسلم نهى عنه, ونهى عمر عن المتعة, وهو صلى الله عليه وسلم أمر بها, ولهذا يجب أن يكون موقفنا من عمر هنا كموقفنا منه في نهيه الجنب الذي لا يجد الماء أن يتيمم ويصلي, ولا فرق.( السلسلة الضعيفة 1/51-53 ).
أقول : وموقفي من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه حكم مجتهد ولم يتعمد مخالفة سنة النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه بشر يصيب ويخطأ وهو مأجور على إجتهاده ولكن يجب أن نعرف أن الصحابة والتابعين ليسوا معصومين وقد تصدر منهم البدعة كما قال شيخ الإسلام ابن تيميه :
- كثير من مجتهدي السلف والخلف قد قالوا وفعلوا ما هو بدعة ولم يعلموا انه بدعة , إما لأحاديث ضعيفة ظنوها صحيحة , وإما لآيات فهموا منها مالم يرد منها , وإما للاأي رأوه وفي المسألة نصوص لم تبلغهم .( مجموع فتاوى شيخ الإسلام 19 / 191 )
أقول : وإذا حدث مثل هذا يكون فتنه كما قال شيخ الإسلام ابن تيميه :
- ومما يتعلق بهذا الباب أن الرجل العظيم في العلم والدين , من الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى يوم القيامة , أهل البيت وغيرهم , قد يحصل منه نوع من الاجتهاد مقرونا بالظن , ونوع من الهوى الخفي , فيحصل بسبب ذلك ما لا ينبغى اتباعه فيه , وإن كان من أولياء الله المتقين .
ومثل هذا إذا وقع يصير فتنة لطائفتين : طائفة تعظمه فتريد تصويب ذلك الفعل واتباعه عليه , وطائفة تذمه فتجعل ذلك قادحا في ولايته و تقواه , بل في بره وكونه من أهل الجنة , بل في إيمانه حتى تخرجه عن الإيمان . وكلا هذين الطرفين فاسد .( منهاج السنة النبوية 4/ 543)